[:ar]الثورة الصناعية الرابعة: هدم الحواجز بين الخدمات والصناعة
تبعاً للتقرير الصادر عن اليونسكو للعلوم بعنوان: “نحو عام 2030″، فقد بدأت بعض من أكثر البلدان تقدماً من الناحية التكنولوجية في العالم تشجع الصناعات الإبداعية، وذلك من أجل تنشيط قطاع الصناعات التحويلية، وهذا الاتجاه أصبح جلياً بالفعل في كل من أوروبا والولايات المتحدة أو جمهورية كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، حيث أصبحت الصناعات الإبداعية المحرك لما أطلق عليه تسمية “الثورة الصناعية الرابعة”، التي ستجلب إنترنت الأشياء وإنترنت الخدمات إلى القطاع الصناعي.
بعد إدخال سياسة “خفض الكربون والنمو الأخضر” في عام 2008، بدأت كوريا الجنوبية بالتشديد على “الاقتصاد الإبداعي” في عام 2013، وذلك كجزء من الجهود الرامية إلى تنشيط قطاع الصناعات التحويلية في مواجهة المنافسة الشرسة التي تواجهها من الصين واليابان، وفي كلمتها الافتتاحية في فبراير 2013، وصفت الرئيسة (بارك جيون هاي) رؤيتها للتنمية الوطنية بـ”تلاحم العلوم والتكنولوجيا مع الصناعة ، واندماج الثقافة مع الصناعة، والانفتاح الإبداعي عن طريق كسر الحواجز بين الصناعات”.
الثقافة هي المحرك الاقتصادي في العصر الرقمي
أصبحت السلع الثقافية المحرك الاقتصادي في العصر الرقمي اليوم، وقد أظهر التقرير الذي صدر حديثاً حول عولمة السلع الثقافية أن التجارة العالمية التي تختص بالسلع الثقافية قد تضاعفت بين عامي 2004 و 2013، وذلك على الرغم من الأزمة المالية العالمية التي حدثت بين عامي 2008-2009 والتحول الهائل لرواد السينما وعشاق الموسيقى للبحث عن الخدمات التي تقدمها شبكة الإنترنت، حيث كان لرقمنة المنتجات تأثيراً هائلاً على الصناعات الثقافية، فعلى سبيل المثال، انخفضت التجارة الموسيقية المسجلة بنسبة 27% منذ عام عام 2004، وبنسبة 88% للأفلام، وفي المقابل اكتسبت الخدمات السمعية والبصرية ككل شعبية كبيرة منذ ذلك الوقت.
بعد عقود من الاعتماد على التكتلات الكبيرة لتحريك الاقتصاد، تسعى كوريا الجنوبية حالياً لتصبح أكثر ابتكاراً وإبداعاً، والتحدي سيكون تعزيز ثقافة الابتكار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم (المشاريع الصغيرة والمتوسطة) وتحويل المجالات إلى مراكز للصناعات الإبداعية، وذلك تبعاً لتقرير اليونسكو للعلوم، وأحد الأمثلة على نهج حكومة (بارك) هو مدينة الاقتصاد الإبداعية، وهي عبارة عن منصة متصلة ومنفصلة عن الإنترنت تسمح للأفراد بتبادل وتسويق أفكارهم، ويقوم فيها المهنيون من مختلف المجالات ذات الصلة بدور المرشدين، وتوفر المدينة المشورة القانونية بشأن حقوق الملكية الفكرية وغيرها من القضايا، وربط المبدعين الناشئين مع الشركات التي تمتلك القدرة على تسويق أفكارهم، أما المثال الثاني فهو إنشاء مركز الابتكار للاقتصاد الإبداعي من قبل الحكومة في عام 2014 في دايجون، التي تعتبر حاضنة للأعمال التجارية.
تجربة اليابان
في اليابان، كان للركود الناجم عن الأزمة المالية العالمية تأثير دائم على ثقة المستثمرين، ولا تزال الشركات اليابانية مترددة في زيادة الإنفاق على الأبحاث والتطوير أو رواتب الموظفين، وتبتعد عن أخذ المخاطرة، لدرجة أن الأمور أصبحت أصعب على الشركات اليابانية المنافسة في السوق العالمية في مجال إنتاج السلع المستقلة، ولكن يشير تقرير اليونسكو للعلوم أن “الصناعة اليابانية يمكن أن تستخدم قوتها التكنولوجية لتلبية الطلب العالمي على ابتكارات الأنظمة الموجهة القائمة على الشبكات المدعومة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، وسيكون ذلك تماشياً مع استراتيجية الحكومة الشاملة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار لعام 2013 التي تروج لـ”زيادة الذكاء” و”المنهجية” و”العولمة”، التي تحدد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتكنولوجيا النانو والتكنولوجيا البيئية على أنها أولوية في المجالات المتقاطعة.
يشير تقرير اليونسكو للعلوم بأن أحد الاحتمالات التي يمكن لليابان اتباعها هي تعزيز الصناعات الإبداعية في مجالات مثل المحتويات الرقمية، وخدمات الإنترنت والسياحة والمطبخ الياباني، وخاصة أن وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة كانت تروج لمبادرة كول جابان (Cool Japan) لعدة سنوات حتى الآن، والتي بلغت ذروتها من خلال إنشاء شركة (Cool Japan Fund) بموجب القانون الصادر في تشرين الثاني/ نوفمبر لعام 2013 لمساعدة الصناعات الإبداعية في اليابان بالانتشار إلى الخارج، وهذه المساعي يمكن دمجها بشكل أكثر ضمن سياسة اليابان للعلوم والتكنولوجيا والابتكار.
لا توجد شركات أوروبية رائدة على شبكة الإنترنت
وفقاً لاستراتيجية “أوروبا 2020″، وهي الخطة الاستراتيجية العشرية للاتحاد الأوروبي للنمو الذكي والمستدام والشامل، فإن الاستخدام غير الكافي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات هي واحدة من نقاط الضعف الهيكلية التي أدت إلى وجود فجوة إنتاجية في أوروبا، ومن أجل وضع الاتحاد الأوروبي (EU) على طريق النمو الذكي، تم وضع جدول أعمال رقمي لأوروبا لاستغلال إمكانات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على نحو أفضل من خلال الترويج لسوق رقمية موحدة، وقد تم تطبيق هذه الاستراتيجية من قبل بلدان جنوب شرق أوروبا، التي تمتلك رغبة مشتركة لتبني نموذج الابتكار العلمي الموجه للاتحاد الأوروبي، فاستراتيجيتها الخاصة والتي تدعى (SEE 2020) تعطي الأولوية للنمو الذكي من خلال التعليم والكفاءات، والبحث والابتكار، والمجتمع الرقمي والقطاعات الثقافية والإبداعية.
يعبتر الاتحاد الأوروبي غائباً إلى حد كبير عن ساحة الشركات القائمة على شبكة الإنترنت التي تعمل بأشكال جديدة وناشئة من الابتكار، فتبعاً لما أشار له (داونز) في مقال نشر في مجلة (Harvard Business Review) في عام 2015 من خلال سؤاله للكيفية التي يمكن لأوروبا من خلالها إنشاء “وادي السيليكون” الخاص بها، وخاصة أن الشركات الـ15 الكبرى القائمة على الإنترنت في العالم لا تنتمي إلى أوروبا (11 منها من الولايات المتحدة والباقي صينية)، أجاب (داونز): “في الواقع، فإن محاولات الاتحاد الأوروبي لتكرار تجربة وادي السيليكون لم ترق إلى مستوى التوقعات، حتى أن عمالقة الاتحاد الأوروبي الرئيسيين المتخصصين في الأجهزة والذين يعملون داخل الاقتصاد الرقمي (سيمنس واريكسون ونوكيا)، فقدوا الكثير من أرضيتهم في العقد الماضي في مجال البحث والتطوير العالمي والتصنيف، وذلك حتى بعد أن انضمت شركة البرمجيات وخدمات تكنولوجيا المعلومات (SAP) التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها مؤخراً إلى قائمة أفضل 50 شركة لتقديم خدمات البحث والتطوير في العالم، وعلى الرغم من أن شركات الاتحاد الأوروبي شكلت 30% من إجمالي الشركات التي تنفق ميزانية جيدة على الأبحاث والتطوير في قائمة أفضل 2500 شركة في العالم في عام 2014، فلم يكن هناك سوى شركتين فقط من شركات الاتحاد الأوروبي في المراكز العشرة الأولى، وكلاهما من قطاع السيارات، وهما فولكس فاجن وديملر”.
فرنسا وألمانيا: احتضان الاقتصاد الرقمي
تسعى كل من فرنسا وألمانيا لتحديث البنية التحتية الصناعية لديها وتبني الاقتصاد الرقمي، وذلك من أجل هدم الحواجز بين الخدمات والصناعة، والتي كانت في حالة فرنسا، مكافحة اللاصناعية التي كانت مسؤولة عن فقدان 750,000 وظيفة خلال العقد الماضي، حيث أعلنت فرنسا عن مشروعها صناعة المستقبل في أبريل/ نيسان من عام 2015، الذي يركز على تسعة أسواق ذات أهمية كبيرة، وهي: الموارد الجديدة، المدن المستدامة، التحرك البيئي، النقل المستقبلي، الطب المستقبلي، اقتصاد البيانات، الكائنات الذكية، الثقة الرقمية، والغذاء الذكي، وقد بدأت مقترحات المشروع منذ ذلك الحين بالانطلاق في المجالات المستقبلية مثل الطباعة الثلاثية الأبعاد (3D)، والواقع المعزز والأشياء المترابطة، والشركات التي سيتم إحداثها في هذه المجالات ستحظى بتخفيضات ضريبية وقروض ميسرة.
تنوي كل من فرنسا وألمانيا تطوير مبادرات مشتركة، حيث أن مشروع صناعة المستقبل قد تم تصميمه جنباً إلى جنب مع مشروع خاص بألمانيا يدعى “الصناعة 4.0” وذلك في إشارة إلى الثورة الصناعية الرابعة، يتضمن ستة مبادئ توجيهية وهي: التوافقية (بين الأنظمة المادية الإلكترونية والبشر)، الافتراضية (التي تستطيع من خلالها الأنظمة المادية الإلكترونية مراقبة الإنتاج)، اللامركزية (حيث تكون الأنظمة المادية الإلكترونية قادرة على اتخاذ القرارات بشكل مستقل)، القدرة الآنية (لتحليل بيانات الإنتاج)، توجه الخدمة (داخلياً ولكن أيضاً من خلال تقديم المنتجات الفردية)، والنمطية (التكيف مع المتطلبات المتغيرة).
من جهة أخرى، فقد أصبحت الصناعات الإبداعية هدفاً لدعم الحكومة في بلدان الإتحاد الأوروبي الصغيرة، فمثلاً تم وضع سياسات الابتكار في هولندا لعام 2011 لتعزيز بيئة الأعمال المواتية لتسعة قطاعات أساسية، وهي الزراعة، الأغذية، البستنة توليد المواد، نظم التكنولوجيا الفائقة والمواد، الطاقة، التخطيط والتنفيذ، علوم الحياة، الكيمياء، الماء، والصناعات الإبداعية.
إلى جانب ذلك، كان منافسو أوروبا يستثمرون أيضاً في البحوث حول رقمنة الصناعة، وذلك تبعاً لما يذكره تقرير اليونسكو للعلوم، ومن الأمثلة على ذلك، مركز إنترنت الأشياء في الصين، وشراكة التصنيع المتقدم في الولايات المتحدة الأمريكية، ومقر إبتكار الأنظمة المادية الإلكترونية الهندي، والجدير بالذكر أن صناعة تكنولوجيا المعلومات في الهند (IT) تمتلك ميزة تتمثل في تقديم ستة من أصل عشر براءات اختراع جديدة في الهند، و 92% منها يتم تأمينها من قبل الشركات متعددة الجنسيات المملوكة للأجانب.
عمالقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات: دمج الحقيقة الافتراضية بالمادية
تأتي بعض من التكنولوجيات الأكثر ابتكاراً من عمالقة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد قدمت (أمازون) خدمات تشبه مخازن الطعام لتلبية احتياجات المستهلكين في الوقت الحقيقي تقريباً، كما تمتلك جوجل حالياً العديد من المنتجات التي تجمع بين الحوسبة والعالم المادي، بما في ذلك جهاز تنظيم الحرارة الذاتي، وتطوير أول نظام تشغيل مخصص للأجهزة المنخفضة الطاقة، ولعل المشروع الأكثر أهمية وروعة بينها هو سيارة جوجل ذاتية القيادة، والتي من المقرر أن يتم طرحها للأسواق التجارية في السنوات الخمس المقبلة.
وفي هذه الأثناء، تقوم شركة الفيسبوك بتطوير تقنية الواقع الافتراضي من خلال امتلاكها لخوذة (Oculus Rift)، وهو نهج سيتيح للأشخاص الاندماج في البيئة الرقمية، وليس العكس، كما ويجري تطبيق أجهزة الاستشعار الصغيرة التي ستسهل هذا النوع من الاتصال على الصناعات والرعاية الصحية، وتجرب الشركات الجديدة أيضاً استخدام البيانات الناتجة عن تتبع النشاطات الشخصية لإدارة الأمراض المزمنة مثل مرض السكري، ومثال آخر هو جنرال الكتريك، فنظراً لأنها تعتمد على عقود الخدمة للحصول على جزء كبير من إيراداتها، فهي تستثمر حالياً في تكنولوجيا الاستشعار لجمع المزيد من المعلومات حول أداء محركات الطائرات أثناء الرحلات.
المجتمعات الرقمية والاقتصادات: أولوية عالمية
تصمم البلدان النامية على عدم جعل قطار الثورة الصناعية الرابعة يمر دون اللحاق به، وكثير منها بدأت بوضع السياسات لتعزيز المجتمعات الرقمية والاقتصادات، فمثلاً يهدف مشروع سمارت سري لانكا، إلى تحفيز التنمية الاقتصادية من خلال الابتكار في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ويمكن تلخيص أهدافه على النحو التالي: القيادة الذكية، الحكومة الذكية، المدن الذكية، الوظائف الذكية، الصناعات الذكية، ومجتمع المعلومات الذكي، وقد تم إنشاء نحو 800 مركز للاتصال في أنحاء البلاد في العقد الماضي لربط مجتمعات المزارعين والطلاب وأصحاب المشاريع الصغيرة بالمعلومات والتعلم والفرص التجارية، وبالمختصر، فإن المدن الذكية هي مراكز حضرية مستقبلية تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحسين الخدمات العامة، مثل النقل والرعاية الصحية والمرافق العامة وتوفير الكهرباء والمياه، الخ…
في أفريقيا، حيث لا تزال إمكانية الوصول إلى الإنترنت غير متوافرة إلى حد كبير على الرغم من أن معظم الأشخاص يمتلكون هواتف محمول، تحاول المراكز التكنولوجية تطوير تطبيقات للقطاعات الاقتصادية التي تتراوح من القطاعات الزراعية إلى القطاعات الصحية والحد من مخاطر الكوارث، ومن الأمثلة على ذلك مركز الإبتكار في الكاميرون، (MEST) في غانا، مركز آي في كينيا، مركز المشاركة في الإبتكار في نيجيريا، سمارت إكس شينج في جنوب أفريقيا، كولاب سيل في أوغندا و(BongoHive) في زامبيا، وفي ديسمبر 2013، أعلنت الحكومة الكينية خطط لتأسيس مراكز للتكنولوجيا والابتكار في جميع محافظاتها الـ47.
من ناحية ثانية افتتحت المغرب ثالث حديقة تقنية لها في طنجة في عام 2015، وكان ذلك بدعم من وزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، ومثل سابقاتها في الدار البيضاء والرباط، تستضيف الحديقة الرقمية الجديدة الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيات الخضراء والصناعات الثقافية.
نما قطاع البرمجيات في كوستا ريكا ليصبح واحداً من أكثر الصناعات حيوية في أمريكا اللاتينية منذ وصول إنتل وهيوليت باكارد و IBM في أواخر تسعينيات القرن الماضي، وقد أصبح هذا القطاع اليوم يمتلك أكثر من 300 شركة تنتج البرامج للأسواق المحلية والدولية، لدرجة أن السلع عالية التقنية شكلت حوالي 45% من الصادرات المصنعة في عام 2013، أي أكثر بكثير من أي بلد آخر في أمريكا اللاتينية، غير أن هذا السوق تأثر برحيل إنتل في عام 2014.
في أماكن أخرى من القارة، بدأت الصناديق القطاعية التنافسية مثل ((FONSOFT في الأرجنتين و(PROSOFT) في المكسيك بتحسين نوعية إنتاج البرمجيات وتعزيز الروابط بين الأوساط الأكاديمية والصناعة، وحالياً تخطط الإكوادور لتطوير أول مركز معرفي في القارة، يسمى (Yachay)، الذي سيركز على علوم الحياة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وعلوم النانو والطاقة والبتروكيمياء، ويتوقع بنك التنمية الأمريكي المشترك أن تكون كل من بوينس آيرس وكوردوبا في الأرجنتين، ومونتيفيديو في أوروجواي، وسان خوسيه في كوستاريكا وسانتياغو في تشيلي أهم خمسة أعمدة في أمريكا اللاتينية لتطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة البرمجيات بحلول عام 2025.
المقالة الاصلية:
http://www.unesco.org/new/en/media-services/single-view/news/the_fourth_industrial_revolution_tearing_down_the_barriers_between_physical_and_virtual_reality/#.V02r1_l97IX
[:en]
The fourth industrial revolution: tearing down the barriers between services and industry
Some of the world’s most technologically advanced countries are fostering creative industries, in order to revitalize their manufacturing sector, observes the UNESCO Science Report: towards 2030. This trend is visible in Europe, the USA or the Republic of Korea, for instance. Creative industries have become a driver of what has been termed the fourth industrial revolution, which is bringing the internet of things and the internet of services to industry.
After introducing a policy of ‘low carbon, green growth’ in 2008, the Republic of Korea began emphasizing the ‘creative economy’ in 2013, as part of efforts to revitalize its manufacturing sector in the face of stiff competition from China and Japan. In her inaugural address in February 2013, President Park Geun-hye described her vision for national development as ‘the convergence of science and technology (S&T) with industry, the fusion of culture with industry and the blossoming of creativity in the very border areas that were once permeated by barriers.’
Culture an economic driver in the digital age
Cultural goods have become an economic driver in today’s digital age. The newly released report on the Globalisation of Cultural Goods observes that global trade in cultural goods doubled between 2004 and 2013, despite the global financial crisis of 2008–2009 and a massive shift among film-goers and music lovers towards web-based services. The digitization of products has had an enormous impact on cultural industries. Trade in recorded music has declined by 27% since 2004, for instance, and that in movies by 88%, even as audio-visual services as a whole have gained ground.
After decades of relying on large conglomerates to drive the economy, the Republic of Korea is striving to become more entrepreneurial and creative. The challenge ‘will be to foster a creative culture in small and medium-sized enterprises (SMEs) and to turn the regions into hubs for creative industries,’ observes the UNESCO Science Report. One example of the Park government’s approach is the Creative Economy Town, an offline and online platform which allows individuals to share and commercialize their ideas; professionals from relevant fields act as mentors, providing legal advice on intellectual property rights and other issues and connecting budding innovators with companies which have the potential to market their ideas. A second example is the Innovation Centre for the Creative Economy set up by the government in 2014 in Daejeon, which serves as a business incubator.
Cool Japan
In Japan, the recession triggered by the global financial crisis has had a lasting impact on investor confidence. Japanese firms remain reluctant to raise spending on research and development (R&D) or staff salaries and averse to risk-taking. It has become difficult for Japanese manufacturers to compete in the global market by producing stand-alone commodities. The UNESCO Science Report suggests that ‘Japanese industry can use its technological strength to satisfy global demand with system-oriented, network-based innovation supported by ICTs.’ This would be in keeping with the government’s Comprehensive Strategy for STI(2013) promoting ‘smartization’, ‘systemization’ and ‘globalization,’ which identifies information and communication technologies (ICTs), nanotechnology and environmental technology as priority cross-cutting areas.
The UNESCO Science Report suggests that ‘one possibility for Japan will be to promote creative industries in such areas as digital contents, online services, tourism and Japanese cuisine.’ It observes that ‘the Ministry of Economy, Trade and Industry has been promoting the Cool Japan Initiative for several years now, which culminated in the establishment of the Cool Japan Fund Inc. by law in November 2013 to help Japan’s creative industries spread their wings abroad. Such endeavours could be more tightly integrated into Japan’s overall science, technology and innovation policy.
None of the leading internet-based companies are European
According to Europe 2020, the European Union’s decadal strategy for smart, sustainable and inclusive growth, insufficient use of ICTs is one of the structural weaknesses that have led to a productivity gap in Europe. In order to set the European Union (EU) on the path to smart growth, the Digital Agenda for Europe sets out to exploit the potential of ICTs better by promoting a digital single market. This strategy is echoed by the countries of Southeast Europe, which share a common desire to adopt the EU’s science-oriented innovation model. Their own SEE 2020 Strategy prioritizes smart growth through education and competencies, research and innovation, a digital society and cultural and creative sectors.
The EU is largely absent from the arena of internet-based companies active in new and emerging forms of innovation. Downes observes in an article published the Harvard Business Review in 2015 asking How Europe can create its own Silicon Valley that none of the 15 largest public internet companies today are European. Eleven are US-based and the remainder are Chinese. ‘Indeed, the EU’s attempts to replicate a Silicon Valley-type experience have not lived up to expectations,’ analyses the UNESCO Science Report. ‘The principal EU giants specializing in hardware within the digital economy (Siemens, Ericsson, Nokia) have even lost a lot of ground in the past decade in global R&D rankings,’ even if the German-based software and IT services company SAP recently joined theglobal top 50 for R&D performers. Although EU-based companies accounted for 30% of total R&D spending by the world’s top 2 500 companies in 2014, only two EU companies figured in the top ten, both of them in the automotive sector: Volkswagen and Daimler.
France and Germany: embracing the digital economy
Both France and Germany are striving to modernize their industrial infrastructure and embrace the digital economy, in order to tear down the barriers between services and industry and, in France’s case, combat the dis-industrialization that has been responsible for the loss of 750 000 jobs over the past decade. France announced its Industry of the Future project in April 2015. The project focuses on nine priority markets: new resources; sustainable cities; ecological mobility; transportation of tomorrow; medicine of the future; the data economy; intelligent objects; digital confidence; and intelligent food. A first call for project proposals has since been launched in future-oriented fields such as 3D printing, augmented reality and connected objects. Companies which modernize will be entitled to tax cuts and advantageous loans.
France and Germany intend to develop joint initiatives, as the Industry of the Future project has been designed in tandem with Germany’s own Industry 4.0 project, a reference to the fourth industrial revolution. The six guiding principles of Industry 4.0 are: interoperability (between cyber-physical systems and humans), virtualization (through which cyber-physical systems monitor production), decentralization (with cyber-physical systems making independent decisions), real-time capability (to analyse production data), service orientation (internally but also by offering individualized products) and modularity (adapting to changing requirements).
Creative industries are being targeted for government support by smaller EU countries. The Netherlands’ innovation policy of 2011, for instance, sets out to foster a favourable business environment for nine top sectors: agriculture and food; horticulture and propagation materials; high-tech systems and materials, energy; logistics; life sciences; chemical; water; and creative industries.
Europe’s competitors have also been investing in research on the digitization of industry, recalls the UNESCO Science Report. Examples are the Chinese Internet of Things Centre, the Advanced Manufacturing Partnership in the USA and the Indian Cyberphysical Systems Innovation Hub. India’s information technology (IT) industry has the particularity of accounting for six out of ten patents for new inventions in India, 92% of which are secured by foreign-owned multinational firms.
ICT giants: blurring virtual and physical reality
Some of the most innovative technology is coming from ICT giants in the USA. Amazon has developed services like Pantry to meet consumer needs in almost real time. A recently introduced pilot allows a user to re-order a household consumable by pressing a physical button. Google has acquired several products at the interface of computation and the physical world, including autonomous thermostats, and has developed the first operating system specifically for such low-power devices. Perhaps the most ambitious project is Google’s self-driving car, which is scheduled for commercial release in the next five years.
Facebook, meanwhile, is developing virtual reality technology based on its acquisition of Oculus Rift, an approach that will integrate people into the digital environment, rather than the other way round. The small sensors that facilitate this connectivity are also being applied in industry and health care. New enterprises are also experimenting with the use of data from personal activity trackers to manage chronic diseases like diabetes. Another example is General Electric. Since it relies on service contracts for much of its revenue, it is currently investing in sensor technology to collect more information about the performance of its aeroplane engines in flight.
Digital societies and economies: a global priority
Developing countries are determined not to miss the boat for the fourth industrial revolution. Many are putting policies in place to foster digital societies and economies. Smart Sri Lanka, for instance, aims to spur economic development through innovation in ICTs. Its goals could be summed up as: smart leadership, smart government, smart cities, smart jobs, smart industries and a smart information society. Some 800 telecentres (nensalas) have been set up across the country in the past decade to connect communities of farmers, students and small entrepreneurs to information, learning and trading opportunities. Smart cities are futuristic urban centres that use ICTs to improve public services, such as transportation, health care and utilities providing electricity, water, etc.
In Africa, where internet remains largely inaccessible but most people have a mobile phone, technology hubs are developing applications for economic sectors that range from agriculture to health and disaster risk reduction. Examples are the Cameroon Innovation Hub, MEST in Ghana, iHub in Kenya, the Co-Creation Hub in Nigeria, SmartXchange in South Africa, Hive Colab in Uganda and BongoHive in Zambia. In December 2013, the Kenyan government announced plans to establish technology innovation hubs in all 47 counties.
Morocco’s third technopark opened in Tangers in 2015, supported by the Ministry of Industry, Commerce, Investment and the Digital Economy. Like its predecessors in Casablanca and Rabat, the new technopark hosts start-ups and SMEs specializing in ICTs, green technologies and cultural industries.
Costa Rica’s software sector has grown into one of Latin America’s most dynamic industries since the arrival of Intel, Hewlett Packard and IBM in the late 1990s. Today, more than 300 companies produce software for local and international markets. High-tech goods accounted for about 45% of manufactured exports in 2013, far more than any other Latin American country, although this market has been affected by the departure of Intel in 2014.
Elsewhere on the continent, competitive sectorial funds such as FONSOFT (Argentina) and PROSOFT (Mexico) are improving the quality of software production and strengthening linkages between academia and industry. Ecuador is planning to develop the continent’s first knowledge hub, Yachay, with a focus on life sciences, ICTs, nanoscience, energy and petro-chemistry. The Inter-American Development Bank forecasts that Buenos Aires and Córdoba (Argentina), Montevideo (Uruguay), San José (Costa Rica) and Santiago (Chile) will be the five most important poles in Latin America for the development of the ICT and software industries by 2025.
Source: UNESCO Science Report: towards 2030 (published in 2015)
Original Article: http://www.unesco.org/new/en/media-services/single-view/news/the_fourth_industrial_revolution_tearing_down_the_barriers_between_physical_and_virtual_reality/#.V02r1_l97IX
[:]